«القدو» فاكهة المجالس.. تتمسك بها المسنات في القطيف

الصديق المقرب والحبيب الذي يصعب فراقه، وعديل الروح كما سمته بعض السيدات في محافظة القطيف، لكنه ليس إنساناً، بل وحتى ليس مخلوقاً حياً، ولكنه «القدو»، وما أدراك ما القدو. أنيس السهرة وفاكهة المجالس كما يطلقون عليه وهو احد مظاهر التراث القطيفي. ما زال عدد من نساء محافظة القطيف خاصة كبيرات السن يحافظن على شرب «القدو».
واجبات الضيافة
ذكرت المدخنة للقدو «ن. م» البالغة من العمر 57 عام، أنها بدأت بشرب القدو لمدة 38 عاما منقطعة، مشيرة إلى أنها تجلس مع معشوقها عصر كل يوم، قائلة ”أن شراب القدو مجنون“، وهو موجود في الأفراح والأحزان، وانه لا يقتصر على عمر محدد أو فئة معينة من الناس.
وأضافت أنه يعتبر من واجبات الضيافة لمحبيه ولا يحلو الجلوس بدونه أثناء التجمعات، حيث أنهن يتداولن أثناء شربه ”سوالف الفريق“ أي أخبارهن وأخبار العوائل والمقربين وتبادل أطراف الحديث بفتح عدة مواضيع مختلفة كالطبخ والسفر وغيرها.
ولفتت إلى أن القدو يتكون من راس القدو - البكار - القلم - ومن الأسفل يضعن ”صفحة“ وتعرف بالطشت أو الصحن لوضع الماء للاحتياط لحماية الطشت من التلف ولعدم وقوع حريق بسبب وجود الجمر.
والتقينا بالمدخن للقدو صالح آل سلطان، في مزرعته حيث يبلغ من العمر 87 عام، حيث قال أنه يشرب القدو منذُ ما يقارب 75 عام، وأنه يستخدم في شرب القدو التتن الحار والماء والجمر، ويداوم على شربه من 12 - 15 مره في اليوم، وفي أوقات متفرقة مع أصحابه أو لوحده.
وأضاف أنه يتبادل أنواع الأحاديث التي تتعلق بالزراعة والثمر والنخيل والحيوانات مع أصحابه ”الشياب“ عند شربه للقدو، كذلك أخبار الفواتح والأعراس، مشيراً إلى أنه يحافظ على تحفته ”القدو“ لسنوات ما يقارب 10 - 15 عام دون أن تنكسر.
صانع الفخار
والتقينا بصانع الفخار وبائعه زكي علي الغراش حيث ذكر أن مهنة عائلة الغراش متوارثة أباً عن جد في صناعة الفخار بأنواعه، ويستخدمون فيها الطين والماء.
وتحدث أن فخار القدو يتكون من قطعتين رأس وتحفة القدو وسعره يتراوح بين15 - إلى 30 ريال يعتمد على حجمه حيث له عدة أحجام صغير ووسط للسفر، وكبير ويستخدم في المناسبات بالأفراح والأحزان.
كما انتشر عند أخذ اللقاء مع محبي القدو مقولة أن ماء القدو يشفي من القرصة، ووجع البطن والحساسية، فكان لجهينة الإخبارية وقفة مع الدكتورة منى عبد الغني من عيادة إقلاع التدخين حيث قالت أن ماء القدو يحتوي على النيكوتين والذي له آثار جانبية على المدى البعيد محذرة من استخدامه.
وأضافت أن التدخين يحسن مزاج المدخنين لفترة قصيرة، ويساعدهم على النوم والارتخاء ويخفف الألم، ولكنه يسبب الاكتئاب على المدى البعيد ويسبب ارتفاع ضغط الدم وزيادة ضربات القلب، ويسبب 35% من أمراض الجهاز التنفسي، و11% من أمراض القلب، و26% سبب من مسببات السرطان، مشيرة إلى أن أغلب المدخنين يصابون بسرطان الرئة.